ضرورة الأخلاق للمجتمع

الأخلاق مجموعة من التصورات والمفاهيم، تقود الأحاسيس والعواطف، و هي عوامل عظيمة، مؤثرة، وبوضوح في نظام حياة الأمم. لذلك فإن مسألة قيادة الأحاسيس والعواطف، والحيلولة دونها، من أن تفرط أو تفرّط، من أهم الأمور الأساسية في حياة الإنسان .
وإذا عرفنا أن الإنسان يعيش باستعدادته النفسية في كل لحظة من حياته، وأن العقل الذي يضىء صعيد حياة الإنسان، من الممكن أن تخرج الغرائز الأصلية التي هي المصدر لحركة الإنسانية، عن أن تكون وسايل تنفيذ، ليكون إنحرافها محدداً مدار نفوذ العقل . وإذا عرفنا مدى المسؤولية الكبرى التي يتحملها الأخلاقيون، في قيادة أحاسيسهم، وعواطفهم، والآخرين. إذا عرفنا كل ذلك، إنكشف لنا الدور المهم للأخلاق في الحياة، كما اتضح لنا بعدها، أن التربية من دون رصيد معنوي ، لا تستطيع دفع مصادمات الغرائز للأخلاق ومن هنا،وجب التحصّن المعنوي،الذي يتوفر عن طريق الترجمة العملية لما يؤمن به الإنسان من مبادىء، علماً أن أهم ضمان لتنفيذ الأصول الإنسانية ، وأكبر رصيد للفضائل الأخلاقية ورأس كل المبادىءهوالإيمان الديني الحقيقي الذي يومّن للإنسان القدرة والمناعة، في مقاومة الغرائزوالأحاسيس .
إن الإيمان بالله الخالق العالم بالسرائر والضمائر والاعتقاد بالثواب والعقاب وبالأفكار والمفاهيم الطاهرة السليمة،يمكّن الإنسان من إطلاقه لإقامة الشخصية الخيرة والمجتمع السليم، بعيداً عن الدوافع الشريرة المضرة. ومن هنا كانت بعثة الأنبياء لا سيما رسول الله(ص) ، من أجل تربية الإنسان ، وتعليمه ، للوصول به إلى الأهداف العالية ، وتزكية فكره من الدّنس والأرجاس .