عدد المساهمات : 23 تاريخ التسجيل : 08/07/2011 العمر : 45
موضوع: عيد الفطر عند أهل البيت الثلاثاء أغسطس 30, 2011 2:16 pm
بسم الله المنعم بأوسمة القبول على السابقين الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام ديناً، والصلاة والسلام على النعمة المسداة، والرحمة المهداة؛ نبينا محمد بن عبد الله، وعلى آله الاخيار وصحبه أسعد الله أيامنا وأيامكم بالخير والمسرات وأزكى التبريكات المكلله بإريج الولاية
رُوِيَ عن أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) أنه قالَ : إنَّما هُوَ عِيدٌ لِمَن قَبِلَ اللَّهُ صِيامَهُ و شَكَرَ قِيامَهُ . وَ رُوِيَ عنهُ ( عليه السَّلام ) أيضاً أنه قالَ : ألا و إنَّ هذا اليَومَ يَومٌ جَعَلَهُ اللَّهُ لَكُم عِيداً و جَعَلَكُم لَهُ أهلاً، فَاذكُرُوا اللَّهَ يَذكُركُم وَ ادْعُوهُ يَستَجِب لَكُم. وَ رُوِيَ عنهُ ( عليه السَّلام ) أيضاً أنه قالَ: (ان العيد هو عيد لمن قبل الله صيامه، وشكر قيامه، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد).وهكذا كان تشريع العيد في الإسلام بعد رحلة الصيام الشاقة حينما كان المسلم في صراع مرير مع الشياطين بجهاد أكبر كجهاد النفس، وفي رحلة تربوية رمضانية ضد نشوة البطن فأصبح الأول من شوال عيد للصائم والمجاهد. ومناسبة عيد الفطر تعني أيضا نهاية موسم طاعة وبداية طاعة أخرى كصلاة العيد، بنحو يبدو الإنسان في استجمام روحي مستمر. فالفرح الحقيقي انما هو بالتوفيق لأداء الفريضة، فيعبر المسلم عن شكره لله عبر صلاة العيد. وما وجوب وجود خطبة العيد الا دليل على تجديد الولاء والبيعة مع الله على سلوك النهج المستقبلي الذي يرضاه. وعن الإمام الحسين (ع) انه قال في بعض الأعياد، (ان الله عزوجل جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى رضوانه، فسبق فيه قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب كل العجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخيب فيه المقصرون). وَ رُوِيَ عن الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) أنه قالَ : إنَّما جُعِلَ يَومُ الفِطرِ العِيدَ لِيَكونَ لِلمُسلِمينَ مُجتَمَعاً يَجتَمِعُونَ فيهِ و يَبرُزونَ لِلّهِ فَيُمَجِّدُونَهُ عَلى ما مَنَّ عَلَيهِم .قال سويد بن غفلة: دخلت على علي (ع) يوم عيد فإذا عنده، خوان عليه خبز الحنطة وصفحة فيها خطيفة ملبنة فقلت للإمام: يا أمير المؤمنين، يوم عيد وخطيفة؟ فقال (ع): (إنما هو عيد من غفر له). فالعيد الحقيقي لهكذا رجال، حينما يؤدوا التكليف الإلهي ويهجروا الذنوب، ويجاهدوا أعدائهم من نفسهم إلى أعداء دينهم والعيد في نظر الإسلام أيضا مهرجان فرح وموسم سرور وفرار من ضنك الحياة وشقائها إلى مستقبل اريحي زاهر، فحرمة الصوم في عيد الفطر تأتي مؤكدة، فلأن الله يحب ان يأنس الناس بتناول كل طيب حلال عبر التزوار بين أسرهم، وادخال الفرح لأفراد الأسرة باعتباره يوم سعادة يجب ان يقترن بالطعام والثياب الحسنة ومظاهر أخرى لا يعصى الله فيها. وعيد الفطر موعد التزين بذكر الله تكبيرا وتحميدا وتهليلا وتقديسا، وساعة رضا واطمئنان لنعم الله. وهذا هو العيد بمعناه الروحي الذي أرادته السماء وقررته الشريعة السمحاء. ومما يؤسف ان هكذا أعياد لم يؤلفها البعض، فتراهم يجعلونها موعدا للهو واللعب الطائش والغفلة عن ذكر الله وتناول المأكولات اللذيذة التي حرمت عند الفقراء وكما عبر أحد البلغاء، ليكن عيدنا عيد الفكرة العابدة وليس عيد الفكرة العابثة. وإذا افتقدنا مقومات العيد المتجاوبة مع الأفكار السليمة أصبح عيدنا هزيلا وهجينا وعقيما، ليس له الأداء المطلوب الا عند أهل النفوس الصغيرة والضعيفة. ولنحاول في العيد المبارک ان تمس رحمتنا وعطفنا وحناننا كل طفل يتيم وكل أرملة عجوز وشيخ وكل إنسان وإنسانة نسيها الناس،، ولماذا نجهل الذين لا مال ولا حال لهم، وما عرفوا الإبتسامة طوال عمرهم وكم هو مناسب دفع مقدار من المال للفقراء لإنعاشهم وإسعادهم مشاركين الناس عامة بالفرحة الكبرى، والاهتمام بالأقارب الفقراء أولى. وكم هو جميل ان يشعر كل بيت بفرحة العيد والصدقة والترابط والحسنةهي التي تصنع الجمال وتزيل التجاعيد عن الوجوه وتجدد الحياة الشابة. فنسأل الله عَزَّ و جَلَّ أن يُبارك للأمة الإسلامية هذا العيد السعيد فنقول : اللَّهُمَّ أَدْخِلْنِا فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ أَخْرِجْنِا مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .